كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



أجيب: بأن التعريب قد أحالها عربية كما أخرج استعمال المهمل عن كونه مهملًا، قال الزمخشري: سأل عثمان النبي صلى الله عليه وسلم عن تفسير قوله تعالى: {له مقاليد السموات والأرض} فقال: «يا عثمان ما سألني أحد عنها قبلك تفسيرها لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله وبحمده وأستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله هو الأول والآخر والظاهر والباطن بيده الخير يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير». وروى هذا الطبراني بسند ضعيف بل رواه ابن الجوزي في الموضوعات، ثم قال الزمخشري وتأويله على هذا: أن الله تعالى في هذه الكلمات يوحد بها ويمجد وهي مفاتيح خير السموات والأرض من تكلم بها من المتقين أصابه، وقال قتادة ومقاتل: مفاتيح السموات والأرض بالرزق والرحمة وقال الكلبي: خزائن المطر والنبات.
ولما وصف الله تعالى بالصفة الإلهية والجلالة وهو كونه خالقًا للأشياء وكونه مالكًا لمقاليد السموات والأرض بأسرها قال بعده: {والذين كفروا} أي: لبسوا ما اتضح من الدلالات وجحدوا {بآيات الله} أي: دلائل قدرته الظاهرة الباهرة {أولئك} أي: البعداء البغضاء {هم الخاسرون} لأنهم خسروا أنفسهم وكل شيء متصل بها على وجه النفع، وقال الزمخشري: {والذين كفروا} متصل بقوله: {وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم} واعترض بينهما بأنه خالق الأشياء كلها وأن له مقاليد السموات والأرض، واعترضه الرازي: بأن وينجي جملة فعلية والذين كفروا جملة اسمية وعطف الجملة الاسمية على الفعلية لا يجوز واعترض الآخر بأنه لا مانع من ذلك.
ولما دعا كفار قريش النبي صلى الله عليه وسلم إلى دين آبائهم قال الله تعالى: {قل} أي: لهم {أفغير الله} أي: الملك الأعظم {تأمروني أعبد أيها الجاهلون} أي: العريقون في الجهل لأن الدليل القاطع قد قام بأن الله تعالى هو المستحق للعبادة فمن عبد غيره فهو جاهل، وقرأ نافع بتخفيف النون وفتح الياء وابن كثير بتشديد النون وسكون الياء، وابن عامر بنونين الأولى مفتوحة والثانية مكسورة وسكون الياء والباقون بتشديد النون وسكون الياء.
{ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك} أي: الذي عملته قبل الشرك، فإن قيل: الموحى إليهم جماعة فكيف قال لئن أشركت على التوحيد؟
أجيب: بأن تقدير الآية أوحي إليك لئن أشركت ليحبطن عملك وإلى الذين من قبلك مثله أي: أوحي إليك وإلى كل واحد منهم لئن أشركت كما تقول: كسانا حلة أي: كل واحد منا، فإن قيل: كيف صح هذا الكلام مع علم الله تعالى أن رسله لا يشركون ولا تحبط أعمالهم؟
أجيب: بأن قوله تعالى: {لئن أشركت ليحبطن عملك} قضية شرطية، والقضية الشرطية لا يلزم من صدقها صدق جزئها، ألا ترى أن قولك لو كانت الخمسة زوجًا لكانت منقسمة بمتساويين، قضية صادقة مع أن كل واحد من جزأيها غير صادق قال تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} ولم يلزم من هذا صدق أن فيهما آلهة وأنهما قد فسدتا أو أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره كما قاله أكثر المفسرين أو أن ذلك على سبيل الفرض المحال ذكر ليكون ردعًا للأتباع.
ولما كان السياق للتهديد وكانت العبارة شاملة لما تقدم على الشرك من الأعمال وما تأخر عنه لم يقيده بالاتصال بالموت اكتفاء بتقييده في آية البقرة وهي {ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر} قال تعالى: {ولتكونن} أي: لأجل حبوطه {من الخاسرين} فإن من ذهب جميع عمله لا شك في خسارته أما من أسلم بعد ردته فإنما يحبط ثواب عمله لا عمله كما نص عليه الشافعي.
تنبيه:
اللام الأولى موطئة للقسم والأخريان للجواب.
ولما كان التقدير لا تشرك بنا عطف عليه قوله تعالى: {بل الله} أي: المتصف بصفات الكمال وحده {فاعبد} أي: مخلصًا له العبادة {وكن من الشاكرين} أي: العريقين في هذا الوصف لأنه جعلك خير الخلائق أجمعين.
ولما حكى الله تعالى عن المشركين أنهم أمروا الرسول بعبادة الأصنام، ثم إنه تعالى أقام الدلائل على فساد قولهم وأمر الرسول أن يعبد الله ولا يعبد سواه، وبين أنهم لو عرفوا الله تعالى حق معرفته لما جعلوا هذه الأشياء الخسيسة مشاركة له في العبودية قال: {وما قدروا الله} أي: الملك الأعظم {حق قدره} أي: ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به غيره مع أنهم لو استغرقوا الزمان كله في عبادته وخالص طاعته بحيث لم يخل شيء منه عنها لما كان ذلك حق قدره فكيف إذا خلا بعضه عنها فكيف إذا عدل به غيره.
ولما بين أنهم ما عظموه تعظيمًا لائقًا به أردفه بما يدل على كمال عظمته بقوله تعالى: {والأرض جميعًا قبضته} وهو مبتدأ وخبر في محل نصب على الحال أي: ما عظموه حق عظمته والحال أنه موصوف بهذه القدرة الباهرة كقوله تعالى: {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم} أي: كيف تكفرون بمن هذا وصفه وحال ملكه كذا، وجميعًا حال وهي دالة على أن المراد بالأرض: الأرضون لأن هذا التأكيد لا يحسن إدخاله إلا على الجمع، وقدم الأرض على السموات لمباشرتهم لها ومعرفتهم بحقيقتها.
ولما كان في هذه الدنيا من يدعي الملك والقهر والعظمة والقدرة وكان الأمر في الآخرة بخلاف هذا لانقطاع الأسباب قال تعالى: {يوم القيامة} ولا قبضة هناك لا حقيقة ولا مجازًا وكذا الطي واليمين وإنما هو تمثيل وتخييل لتمام القدرة.
ولما كانوا يعلمون أن السموات سبع متطابقة بما يشاهدونه من سير النجوم جمع ليكون مع جميعًا كالتصريح في جمع الأرض أيضًا في قوله تعالى: {والسموات مطويات} أي: مجموعات {بيمينه} قال الإمام الرازي: وههنا سؤالات؛ الأول: أن العرش أعظم من السموات السبع والأرضين السبع ثم إنه تعالى قال في صفة العرش {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية} فإذا وصف الملائكة بكونهم حاملين العرش العظيم فكيف يجوز تقرير عظمة الله عز وجل بكونه حاملًا للسموات والأرض؟ وأجاب: بأن مراتب التعظيم كثيرة.
فأولها: تقرير الله بكونه قادرًا على هذه الأجسام العظيمة كما أن حفظها وإمساكها يوم القيامة عظيم، ثم بعده تقرير عظمته بكونه قادرًا على إمساك أولئك الملائكة الذين يحملون العرش.
السؤال الثاني: قوله تعالى: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه} شرح حال لا تحصل إلا في القيامة والقوم ما شاهدوا ذلك فإن كان هذا الخطاب مع المصدقين للأنبياء فهم معترفون بأنه لا يجوز القول بجعل الأصنام شركاء لله فلا فائدة في إيراد هذه الحجة عليهم، وإن كان الخطاب مع المكذبين بالنبوة فهم ينكرون قوله تعالى: {والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة} فكيف يمكن الاستدلال به على إبطال القول بالشرك؟.
وأجاب عنه: بأن المقصود منه أن المتولي لإبقاء السموات والأرضين من وجوه العمارة في هذا الوقت هو المتولي لتخريبها وإفنائها يوم القيامة، وذلك يدل على حصول قدرة تامة على الإيجاد والإعدام ويدل أيضًا على كونه قادرًا غنيًا على الإطلاق، فإنه يدل على أنه إذا حاول تخريب الأرض فكأنه يقبض وذلك يدل على كمال الاستغناء.
السؤال الثالث: حاصل القول بالقبضة واليمين هو القدرة الكاملة الوافية بحفظ هذه الأجسام العظيمة فكما أن حفظها وإمساكها يوم القيامة ليس إلا بقدرته تعالى، فكذلك الآن فما الفائدة في تخصيص هذه الأحوال بيوم القيامة؟ وأجاب: بأنه خصص تلك الحالة بيوم القيامة ليدل على أنه كما ظهر كمال قدرته في الإيجاد عند عمارة الدنيا يظهر كمال قدرته في الإعدام عند خراب الدنيا.
ولما كان هذا إنما هو تمثيل يعهد والمراد به الغاية في القدرة نزه نفسه المقدس عما ربما نسبه له المجسم والمشبه فقال تعالى: {سبحانه} أي: تنزه من هذه القدرة قدرته عن كل شائبة نقص {وتعالى} علو الإيحاط به {عما يشركون} معه لأنه لو كان له شريك ينازعه في هذه القدرة أو بعضها لمنعه شيئًا منها وهذه معبوداتهم لا قدرة لها على شيء البتة. روى البخاري في صحيحه في التوحيد وغيره عن عبد الله بن مسعود قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إذا كان يوم القيامة جعل الله تعالى السموات على إصبع والأرضين على إصبع والماء والثرى على إصبع والخلائق على إصبع ثم يهزهن ثم يقول: أنا الملك. فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يضحك حتى بدت نواجذه تعجبًا وتصديقًا لقول الحبر ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم {وما قدروا الله حق قدره} الآية وإنما ضحك صلى الله عليه وسلم وتعجب لأنه لم يفهم منه إلا ما فهم علماء البيان من غير تصور إمساك ولا إصبع ولا هز ولا شيء من ذلك، وإنما يدل ذلك على القدرة الباهرة وأن الأفعال العظام التي تتحير فيها الأذهان هينة عليه هوانًا لا يصل السامع إلى الوقوف عليه إلا بإجراء العبارة في مثل هذه الطريقة على التخييل.
وروى الشيخان عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يطوي الله السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول أنا الملك أين الجبابرة أين المتكبرون، ثم يطوي الأرضين ثم يأخذهن بشماله ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون أين المتكبرون». وللبخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض». قال أبو سليمان الخطابي: ليس فيما يضاف إلى الله عز وجل من وصف اليدين شمال لأن الشمال محل النقص والضعف، وقد ورد كلتا يديه يمين وليس عندنا معنى اليد الجارحة وإنما هي صفة جاء بها التوقيف فنحن نطلقها على ما جاءت ولا نكيفها وننتهي حيث انتهى بنا الكتاب والأخبار المأثورة الصحيحة، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة رضي الله تعالى عنهم، وقال سفيان ابن عيينة: كل ما وصف الله تعالى به نفسه في كتابه فتفسيره تلاوته والسكوت عليه انتهى. وقد قدمنا أن السلف يجرون المتشابه على ما هو عليه وأن الخلف يؤولونه والأول أسلم والثاني أحكم.
ولما ذكر تعالى كمال قدرته وعظمته بما سبق ذكره أردفه بذكر طريق آخر يدل أيضًا على كمال العظمة وهو شرح مقدمات يوم القيامة فقال: {ونفخ في الصور} أي: القرن النفخة الأولى لأن نفخ الصور يكون قبل ذلك اليوم {فصعق} أي: مات {من في السموات ومن في الأرض} واختلف فيمن استثنى الله تعالى بقوله سبحانه: {إلا من شاء الله} فقال الحسن: هو الله وحده وقال ابن عباس: جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام، ثم يميت الله تعالى ميكائيل وإسرافيل وجبريل وملك الموت، وقيل: حملة العرش، وقيل: الحور والولدان، وقيل: الشهداء لقوله تعالى: {بل أحياء عند ربهم يرزقون} وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «هم الشهداء متقلدون أسيافهم حول العرش». وقال جابر: هو موسى عليه السلام لأنه صعق فلا يصعق ثانيًا وقال قتادة: الله أعلم بهم وليس في القرآن والأخبار ما يدل على أنهم من هم وهذا أسلم، {ثم نفخ فيه} أي: في الصور نفخة {أخرى} أي: نفخة ثانية {فإذا هم} أي: جميع الخلائق الموتى {قيام} أي: قائمون {ينظرون} أي: يقبلون أبصارهم في الجهات نظر المبهوت إذا فاجأه خطب جسيم، وقيل: ينتظرون أمر الله تعالى فيهم وهذا يدل على أن هذه النفخة متأخرة عن النفخة الأولى لأن لفظة ثم للتراخي، وروى أبو هريرة رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما بين النفختين أربعون قالوا: أربعون يومًا، قال أبو هريرة: أبيت، قالوا: أربعون شهرًا، قال: أبيت، قالوا: أربعون سنة، قال: أبيت، قال: ثم ينزل الله تعالى من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظم واحد وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة» وقوله تعالى: {فإذا هم} يدل على أن قيامهم يحصل عقب هذه النفخة الأخيرة في الحال من غير تراخ لأن الفاء تدل على التعقيب.
ولما ذكر تعالى إقامتهم بالحياة التي هي نور البدن أتبعه بنور أرض القيامة فقال: {وأشرقت} أي: أضاءت إضاءة عظيمة مالت بها إلى الحمرة {الأرض} أي: التي أوجدت لحشرهم وليست بأرضنا الآن لقوله تعالى: {يوم تبدل الأرض غير الأرض}.
{بنور ربها} أي: خالقها وذلك حين يتجلى الرب لفصل القضاء بين خلقه قال صلى الله عليه وسلم «سترون ربكم» وقال: «كما لا تضارون في الشمس في يوم الصحو» وقال الحسن والسدي: بعدل ربها.
{ووضع الكتاب} أي: كتاب الأعمال للحساب لقوله تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابًا يلقاه منشورًا}.
وقوله تعالى: {ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها} وقيل: الكتاب اللوح المحفوظ تقابل به الصحف، وقيل: الكتاب الذي أنزل إلى كل أمة تعمل به، واقتصر على هذا البقاعي.
{وجيء بالنبيين} أي: للشهادة على أممهم واختلف في قوله تعالى: {والشهداء} فقال ابن عباس: يعني الذين يشهدون للرسل بتبليغ الرسالة وهم: محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه لقوله تعالى: {جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس} وقال عطاء ومقاتل: يعني الحفظة لقوله تعالى: {وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد} وقيل: هم المستشهدون في سبيل الله.
ولما بين تعالى أنه يوصل إلى كل واحد حقه عبر عن هذا المعنى بأربع عبارات أولها قوله تعالى: {وقضى بينهم} أي: العباد {بالحق} أي: العدل، ثانيها: قوله تعالى: {وهم لا يظلمون} أي: لا يزاد في سيئاتهم ولا ينقص من حسناتهم، ثالثها: قوله تعالى: {ووفيت كل نفس ما عملت} أي: جزاء ما عملته، رابعها: قوله تعالى: {وهو أعلم بما يفعلون} أي: فلا يفوته شيء من أفعالهم ثم فصل التوفية بقوله تعالى مقدمًا أهل الغضب: {وسيق الذين كفروا} أي: بالعنف والدفع {إلى جهنم} كما قال تعالى: {يوم يدعون إلى نار جهنم دعا} أي: يدفعون إليها دفعًا وقوله تعالى: {زمرًا} حال أي: جماعات في تفرقة بعضهم على أثر بعض كل أمة على حدة.
{حتى إذا جاؤوها} أي: على صفة الذل والصغار، وأجاب إذا بقوله تعالى أي: السبعة وكانت مغلقة قبل ذلك وإنما تفتح عند وصول الكفار إليها، وقرأ الكوفيون فتحت وفتحت الآتية بالتخفيف والباقون بالتشديد على التكثير.
{وقال لهم خزنتها} إنكارًا عليهم وتقريعًا وتوبيخًا {ألم يأتكم رسل منكم} أي: من جنسكم لأن قيام الحجة بالجنس أقوى {يتلون} أي: يتلون مرة بعد مرة وشيئًا في إثر شيء {عليكم آيات ربكم} أي: المحسن إليكم من القرآن وغيره {وينذرونكم} أي: يخوفونكم {لقاء يومكم} وقولهم {هذا} إشارة إلى يوم البعث، فإن قيل: لم أضيف إليهم اليوم؟
أجيب: بأنهم أرادوا لقاء وقتكم هذا وهو وقت دخولهم النار لا يوم القيامة، قال الزمخشري: وقد جاء استعمال اليوم والأيام مستفيضًا في أوقات الشدة، ويجوز أن يراد باليوم يوم البعث كله وجرى عليه البقاعي وهو أولى ولما قال لهم الخزنة ذلك {قالوا بلى} أتونا وتلوا علينا وحذرونا {ولكن حقت} أي: وجبت {كلمة العذاب} أي: التي سبقت في الأزل علينا هكذا كان الأصل ولكنهم قالوا {على الكافرين} تخصيصًا بأهل هذا الوصف وبيانًا لأنه موجب دخولهم وهو تغطيتهم الأنوار التي أتتهم بها الرسل عليهم الصلاة والسلام.